هذه مجموعة من الطرائف الممتعة فيها من الحكمة ورجاحة العقل ما يُستوقف للتأمل ، وفيها من الترفيه ما يبعد الملل عن النفس :
حب الخليفتين :
قيل لمزبد: كيف هو حبك لأبي بكر وعمر بن الخطاب؟ فقال: ما ترك حب الطعام في قلبي حبا لأحد.
- طلقها لوجه الله :
عن الأصمعي قال خرج قوم من قريش إلى أرض لهم وخرج معهم رجل من غفار فأصابهم ريح عاصف حتى يئسوا معه من الحياة فسلوا "استسلموا" واعتق كل رجل منهم عبدا له فقال الغفاري: اللهم إنك تعلم أنني لا أملك عبدا فأعتقه ولكن امرأتي طالق ثلاثا إكراما لوجهك الكريم.
- أمه طالق :
قيل لرجل: عندك مال كثير وليس لك إلا والدة عجوز إن متَّ ورثتك وأفسدت مالك! فقال: إنها لا ترثني! قيل له: لماذا أليس هي أمك؟ فقال بلى ولكن أبي طلقها قبل أن يموت!
- رسالة من البصرة :
كتب رجل من أهل البصرة إلى أبيه يقول: أكتب إليك يا أبت، نحن كما يسرك الله عونه وقوته، لم يحدث لنا بعدك إلا كل خير، إلا أن حائطا لنا وقع على أمي وأخي الصغير وأختي والجارية والحمار والديك والشاة ولم يفلت أحد حيا غيري!
- ملكة جمال :
روى أبو بكر الصولي عن إسحق قال: كنا عند الخليفة المعتصم، فعرضت عليه جارية فقال لنا: كيف ترونها؟ فقال أحد الحاضرين: امرأتي طالق إن كان الله عز وجل خلق مثلها. وقال آخر: امرأتي طالق إن كنت رأيت مثلها وقال الثالث امرأتي طالق! وسكت. فقال له الخليفة : إن كان ماذا؟ فقال الرجل: لا شيء يا مولاي هذان الأحمقان طلقا لعلة وأنا طلقت بلا علة.
- عبقري من خراسان :
عن أبي الفتح محمد بن أحمد الحريمي قال: كان عندنا بخراسان إنسان قروي وكان عندنا بخراسان رجل قروي وكان له عجل، فدخل العجل الدار وأدخل رأسه في حب لماء الشرب فانحشر رأس العجل في الحب وجعل يعالج رأسه ليخرجه فلم يقدر. واستدعى معلم القرية وأراه العجل فقال المعلم: أنا أخلص. اعطني سكينا, فأعطاه فذبح العجل وظل رأسه في الحب فأخذ حجرا وكسر الحب وأخرج الرأس فقال له القروي: لا بارك الله فيك.. قتلت عجلي وكسرت حبي!
- حمار بالناقص :
عن محمد الداري قال: كان عندنا رجل وكان في غفلة دائمة فخرج من داره ومعه عشرة حمير فركب واحدا منها وعدها ، فإذا هي تسعة فنزل فعدها فإذا هي عشرة فلا زال يفعل كذلك مرارا ثم قال: أمشي وأربح حمارا خير من أن أركب واخسر حمارا!
- تقشف :
قال الشاعر ابن الرومي يهجو أوفى بن منصور وكان الخير شديد البخل :
ما كنت أحسب أن الخبز فاكهة حتى نزلت على أوفى بن منصور
يَبْس اليدين فما يسطيع بسطهما كأن كفيه شدا بالمسامير
الحابس الروث في أحشاء بغلته خوفا على الحب من نقر العصافير
- حديث الجواري :
قال الجاحظ: سألت جارية أبكر أنتِ؟ فقال بغضب: أعوذ بالله من الكساد يا شيخ!
قال المتوكل لجارية استعرضها: أبكر أنتِ أم أنتِ أيش؟ فقالت: أنا أيش (أي شيء ) يا أمير المؤمنين.
استعرض رجل جارية فاستقبح قدميها فشعرت هي بذلك فقالت له: لا تبال يا سيدي فإني أجعلهما خلف ظهرك!
- حرامي قطاع عام :
ولى يوسف بن عمر إعرابيا على عمل له فأصاب عليه خيانة فعزله عن العمل فلما قدم عليه قال له: يا عدو الله أكلت مال الله؟ فقال الإعرابي: فمال من آكل إذا لم آكل مال الله؟ لقد راودت إبليس على أن يعطيني فلسا واحدا فما فعل.
-هنيئا لهما :
خرج الخليفة المهدي وعلي بن سليمان في رحلة صيد وكان معهما الشاعر الظريف أبو دلامة. فرمى المهدي ظبيا بسهم فأصابه ورمى علي بن سليمان سهما فأصاب به كلبا فأنشد أبو دلامة قائلا:
قد رمى المهدي ظبيا شك بالسهم فؤاده
وعلـي بن سليمان رمى كلبا فصاده
فهنيـئا لهـما كـل امرؤ يأكل زاده
-دعاء صريح جدا :
قيل لإعرابي هل تحسن الدعاء قال نعم. قيل له فادع لنا، فرفع الإعرابي يديه إلى السماء وقال :
اللهم لقد أعطيتنا الإسلام من غير أن نسألك فلا تحرمنا الجنة ونحن نسألك!
-رقة الإيمان :
سكن أحد الفقهاء في بيت سقفه يقرقع في كل وقت. فلما جاء صاحب البيت يطلب الأجرة قال له الفقيه: اصلح السقف فإنه يقرقع. فقال صاحب الدار : لا تخف فإنه يسبح بحمد الله! فقال الفقيه : أخشى أن تدركه رقة الإيمان فيسجد علينا.
-كباب الحجاج :
قصد رجل الحجاج الثقفي وحين وقف بين يديه أنشده مادحا:
أبا هشام ببابك قد شمَّ ريح كبابك.
فقال له الحجاج: ويحك فلمَ نصبت الكنية وقلت "أبا هشام"؟ فقال الرجل: الكنية كنيتي فإن شئت رفعتها وإن شئت نصبتها.
– عدو الطائفية :
سمع أبن الإعرابي رجلا يقول لناس اجتمعوا عليه يضربونه: أتوسل إليكم بحق علي ومعاوية أن تكفوا عني.
فقال أحدهم وهو يجيد ضربه : لقد جمعت بين الساكنين.
-سبب وجيه :
سأل رجل الخليل بن أحمد الفراهيدي: لمَ قالوا في تصغير (واصل ) (أويصل) ولم يقولوا ( ووّيصل )؟ فأجابه الخليل: حتى لا يشبه كلامهم نباح الكلاب.
– دعاء أبي نؤاس :
دخل أبو نؤاس كرما فرأى عنقودا مازال حصرما فاستقبل القبلة وانشأ يدعو قائلا : اللهم سود وجهه واقطع حلقه واسقني دمه!!
- الفارعة :
قال الجاحظ رأيت امرأة طويلة القامة جدا كانت واقفة ونحن على مائدة الطعام فأردت ممازحتها فقلت لها: انزلي ههنا حتى تأكلي معنا! فقالت : بل اصعد أنت حتى ترى الدنيا!
– النصب بالفتحة :
عن أبي بكر النقاش قال: كان أحد المؤذنين يقول في الأذان أشهد أن محمدٌ رسول الله. فقيل له لا ترفع اسم النبي عليه الصلاة والسلام بل انصبه وقل : أشهد أن محمدا بالنصب رسول الله ، فأذن الرجل وقال: أشهد أن محمدا بالنصب رسول الله. فسمعه إعرابي فصاح به : ويحك ماذا فعل؟
- شيخ الله :
قال القاضي أبو بكر بن أحمد بن كامل: حضرت مجلس أحد المشايخ المغفلين فقال: عن رسول الله "ص" عن جبرائيل عن الله عن رجل. فقلت له: ويحك من هذا الذي يصلح لأن يكون شيخ الله تعالى؟ فنظرنا في الكتاب الذي يروي عنه فإذا المكتوب عنده ( عن الله عز وجل ) وقد صحفها.
-طارت الفرس :
كان بمدينة واسط رجل مغفل، إلى جانب داره إسطبل فقال له أهله: نحن نغسل الثياب في سطح الدار فتطير إلى الإسطبل فلا يردونها إلينا. فقال لهم: وانتم إذا طار لهم لجام، مقود، فرس، فلا تردوه إليهم.
- معلم ظريف :
قال الجاحظ مررت بمعلم وقد كتب لغلام "وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يابني لا تقصص رؤياك على أخوتك فيكيدون لك كيدا وأكيد كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا" فقلت له ويحك، لقد أدخلت سورة في سورة أخرى! فقال المعلم: وماذا أفعل إذا كان أبوه يدخل راتب الشهر في الشهر الذي يليه؟
- الملك لله :
رُمِيَّ رجل أعور بسهم فأصاب عينه السليمة فقال: أمسينا وأمسى الملك لله!
- المتحمس :
أجريت الخيل فطلع منها فرس سابق، فجعل رجل من النظارة يصرخ ويثب ويصيح : الله اكبر، الله أكبر!
فالتفت إليه رجل وسأله: يا فتى هل الفرس لك؟ فقال الرجل المتحمس: لا ولكن لجامها لجار لنا!
- مفاجأة الموسم :
وقف رجل على الشاعر البغدادي الضرير والظريف أبو العيناء فأحس به فصاح أبو العيناء به: من هذا؟ فارتبك الرجل وقال: أنا رجل من بني آدم! فقال له أبو العيناء: مرحبا بك، أطال الله بقاءك، أما زلت في الدنيا ظننت أن نسلكم قد انقطع!
- المسكوت عنه :
كان لمعاوية عامل "والٍ" من قبيلة كلب فجرى ذكر المجوس في حضرة العامل الكلبي فقال: لعن الله المجوس إنهم ينكحون أمهاتهم، والله لو أعطوني مائة ألف درهم ما فعلتها! فبلغ خبر ما قاله معاوية فعزله عن منصبه وقال: قاتله الله، أترونه لو زادوه شيئا على المائة ألف لفعلها؟!
- ملس وقرنان :
غضبت امرأة مزبد عليه ذات يوم فشتمته وقالت: يا مفلس يا قرنان "قواد" فقال لها:إن صدقت فالأولى من الله والثانية منك أنت.
- الحمد لله :
نظر مزبد إلى وجهه في المرآة فرآه شديد القبح فقال: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
[COLOR="Red"]-
-
- فهد للخليفة :
كتب الخليفة المتوكل إلى أحد ولاته يطلب منه فهدا فكتب له الوالي يقول: نجوت عند مقام لا إله إلا الله وصلى الله على سيدنا محمد، فديته إن كان عندي مما طلبته من الفهود وزن دانق ، لا فهد ولا نمر، وتظن يا سيدي أني أبخل عليك بالقليل.
- سين وجيم :
سئل إعرابي عن اسمه فقال اسمي عبد الله فقيل ابن من؟ فقال: ابن عبد الله. فقيل ابن من؟ فقال: ابن عبد الرحمن. فقال له السائل: أشهد انك تلوذ بالله تعالى لواذ يتيم جبان.
وسئل آخر عن دينه فقال: ديني أخرقه بالمعاصي وأرقعه بالاستغفار.
- معاوية وجارية :
قال معاوية بن أبي سفيان لجارية بن قدامة: ما كان أهونك على أهلك إذ سموك جارية! فقال له جارية: وما كان أهونك أنت على أهلك إذ سموك معاوية( )
.
- مصالحة من نوع خاص :
وقع بين الأعمش وزوجته وحشة فطلب من أحد أصحابه من الفقهاء أن يرضيها ويصلح بينهما. فدخل الفقيه إليها وقال: عن أبا محمد "العمش" شيخ كبير فلا يزهدنك فيه عمش عينيه وضعف ساقيه ودقة ركبتيه ونتن بطنه وبخر فيه "رائحة فمه" وجمود كفيه "بخله" فصاح به الأعمش: قم قبحك الله لقد أريتها من عيوبي ما لم تكن تعلم.
-ديك مزبد :
أراد مزبد أن يضحي في العيد فاشترى ديكا لفقره فعلم جيرانه فأرسل له كل واحد منهم شاة حتى اجتمع لديه سبع شياه فقال: ديكي أفضل عند الله من إسحاق لأنه فُدِيِّ بكبش واحد وديكي فدي بسبع شياه.
- صديق بشار :
زار إبراهيم بن سيابة الشاعر بشار فقال له: ما رأيت أعمى إلا وقد عوض الله عليه بالحفظ أو الذكاء أو حسن الصوت فأي شيء عوضت أنت؟ فقال بشار: عوضت بصديق ثقيل هو أنت.
- شاهدان مناسبان :
تقدم إلى أبي صمصامة القاضي رجلان، فادعى أحدهما على الآخر طنبورا فأنكر الآخر فقال القاضي للمدعي: أعندك بينة؟ فقال: لي شاهدان. فأحضر المدعي الشاهدين. فسأل القاضي الشاهد الأول عن صنعته فقال أنه نباذ "صانع وبائع نبيذ" وسأل الثاني فاعترف له بأنه قواد. فصاح القاضي بالمدعى عليه: أتريد أعدل من هذين الشاهدين على طنبور؟ أعطه طنبوره!
- حصاة تصيح :
سأل رجل الفقيه عمر بن قيس عن الحصاة من حصى المسجد يجدها المصلي في ثوبه أو خفه أو جبته فماذا يفعل بها؟ قال عمر: ارم بها. فقال الرجل: زعموا أن حصاة المسجد تظل تصيح وتصيح حتى تعاد إلى المسجد. فقال عمر : دعها تصيح حتى ينشق حلقها! فسأله الرجل: وهل للحصاة حلق؟ فقال الفقيه: فمن أين تصيح إذن؟
- طارت الفرس :
كان بمدينة واسط رجل مغفل، إلى جانب داره إسطبل فقال له أهله: نحن نغسل الثياب في سطح الدار فتطير إلى الإسطبل فلا يردونها إلينا. فقال لهم: وانتم إذا طار لهم لجام، مقود، فرس، فلا تردوه إليهم.
-دهقان يتحدى الفرزدق :
روى الأصمعي أن الفرزدق قال: ما أعياني جواب أحد كما أعياني جواب دهقان ذات مرة فقد سألني: أنت الفرزدق الشاعر؟ قلت: نعم. قال: فهل أموت إن أنت هجوتني. قلت: لا قال: وهل تموت عيشونة ابنتي؟ قلت: لا. قال فرجلي إلى عنقي في حر أمك إذن. فقلت له: ولماذا تركت رأسك خارجا؟ قال: حتى انظر أي شيء تصنع بعد ذلك؟
- الشامي والعراقي :
عن ابن المزربان قال: أخبرني بعض الأدباء أن رجلا من العراق اختصم مع رجل من الشام فقال العراقي للشامي في كلام جرى بينهما: حلق الله لحيتك. فرد عليه الشامي: في مكة عن شاء الله!
- عيسى ومعاوية :
وعن المزربان أيضا قال: سئل خطيب: أي أفضل معاوية بن سفيان أم عيسى بن مريم؟ فقال الخطيب: لا إله إلا الله، أتقيس كاتب الوحي معاوية بنبي النصارى؟
- فوائد الأذن :
يحكى أن جماعة من أهل مدينة حمص تذاكروا في فوائد الأعضاء ومنافعها فقالوا: النف للشم والفم للأكل واللسان للكلام فما فائدة الأذنين؟ فلم يتوصلوا إلى جواب فأجمعوا على قصد القاضي ليسألوه عن ذلك فوجدوه في شغل فجلسوا على باب داره ينتظرون فراغه من شغله فنظروا إلى دكان خياط مقابلهم وإذا بالخياط قد فتل خيوطا ووضعها على أذنه فقالوا: لقد أتانا الله بما جئنا نسأل القاضي عنه، إنما خلق الأذنان لوضع فتائل الخيوط عليها.
-اللقيط يحتج :
دخل شاب على المنصور فسأله عن وفاة أبيه، فقال: مات رحمه الله يوم كذا وكان مرضه رضي الله عنه كذا وكذا وترك من المال عفا الله عنه كذا وكذا فانتهره الربيع - وكان لقيطا – وقال له: أبين يدي أمير المؤمنين توالي الدعاء لأبيك؟ فقال الشاب: لا ألومك يا هذا فأنت لم تعرف حلاوة الأبوة. فضحك المنصور ضحكا لم سمعه منه أحد من قبل
.
- اسمه مجرم :
صلى إعرابي خلف أحد الأئمة في الصف الأول وكان اسمه مجرما فقرأ الإمام "والمرسلات... إلى قوله تعالى (ألم نهلك الأولين..) فتأخر الإعرابي إلى الصف التالي فقرأ الإمام: ثم نتبعهم بالآخرين. فرجع الإعرابي إلى الصف الأوسط. وحين قرأ الإمام "كذلك نفعل بالمجرمين" ولى الإعرابي هاربا وهو يقول: أنا المطلوب لا غيري!
- املأ الفراغات :
كان رجل كثير المخاصمة لامرأته وله جار يعاتبه على ذلك، فلما كان في بعض الليالي خاصمها خصومة شديدة وضربها فدخل عليه جاره وقال له: يا هذا اعمل معها كما قال الله تعالى: إما إمساك أيش اسمه أو تسريح ما أدري أيش..
وهو يقصد الآية الكريمة "إما إمساك بإحسان أو تسريح بمعروف"
- الوالي المثقف:
أنشد الوالي عبد اله بن فضلويه والي قرميسين في مجلسه والمجلس غاص بالناس بيتا من الشعر يقول :
يوم القيامة يوم لا دواء له إلا الطلاء وإلا اللهو والطرب.
فقال له أحد الحضور: إنما هو يوم الحجامة..وليس القيامة.
فقال الوالي:
اعذروني فأنا لا أحسن النحو.
- خاتم السفاح :
كان أبو العباس السفاح يوما مشرفا على دار له ومعه زوجته أم سلمة فعبثت بخاتمها فسقط في صحن الدار فألقى السفاح خاتمه أيضا فقالت زوجته: ما أردت بهذا يا أمير المؤمنين؟ فقال: خشيت أن يستوحش خاتمك فآنسته بخاتمي غيرة عليه لانفراده.
- يحتضر بالنحوي :
عن أبي العيناء، عن عطوي الشاعر انه دخل إلى رجل عندنا بالبصرة وهو يجود بنفسه "يحتضر" فقال له: يافلان قل لا إله إلا اللهُ وإن شئت فقل لا إله إلا اللهَ والولى أحب إلى سيبويه. وحين انتهى العطوي من قوله قال أبو العيناء للحاضرين:
سمعتم ابن الفاعلة يعرض أقوال النحويين على رجل يموت.
حب الخليفتين :
قيل لمزبد: كيف هو حبك لأبي بكر وعمر بن الخطاب؟ فقال: ما ترك حب الطعام في قلبي حبا لأحد.
- طلقها لوجه الله :
عن الأصمعي قال خرج قوم من قريش إلى أرض لهم وخرج معهم رجل من غفار فأصابهم ريح عاصف حتى يئسوا معه من الحياة فسلوا "استسلموا" واعتق كل رجل منهم عبدا له فقال الغفاري: اللهم إنك تعلم أنني لا أملك عبدا فأعتقه ولكن امرأتي طالق ثلاثا إكراما لوجهك الكريم.
- أمه طالق :
قيل لرجل: عندك مال كثير وليس لك إلا والدة عجوز إن متَّ ورثتك وأفسدت مالك! فقال: إنها لا ترثني! قيل له: لماذا أليس هي أمك؟ فقال بلى ولكن أبي طلقها قبل أن يموت!
- رسالة من البصرة :
كتب رجل من أهل البصرة إلى أبيه يقول: أكتب إليك يا أبت، نحن كما يسرك الله عونه وقوته، لم يحدث لنا بعدك إلا كل خير، إلا أن حائطا لنا وقع على أمي وأخي الصغير وأختي والجارية والحمار والديك والشاة ولم يفلت أحد حيا غيري!
- ملكة جمال :
روى أبو بكر الصولي عن إسحق قال: كنا عند الخليفة المعتصم، فعرضت عليه جارية فقال لنا: كيف ترونها؟ فقال أحد الحاضرين: امرأتي طالق إن كان الله عز وجل خلق مثلها. وقال آخر: امرأتي طالق إن كنت رأيت مثلها وقال الثالث امرأتي طالق! وسكت. فقال له الخليفة : إن كان ماذا؟ فقال الرجل: لا شيء يا مولاي هذان الأحمقان طلقا لعلة وأنا طلقت بلا علة.
- عبقري من خراسان :
عن أبي الفتح محمد بن أحمد الحريمي قال: كان عندنا بخراسان إنسان قروي وكان عندنا بخراسان رجل قروي وكان له عجل، فدخل العجل الدار وأدخل رأسه في حب لماء الشرب فانحشر رأس العجل في الحب وجعل يعالج رأسه ليخرجه فلم يقدر. واستدعى معلم القرية وأراه العجل فقال المعلم: أنا أخلص. اعطني سكينا, فأعطاه فذبح العجل وظل رأسه في الحب فأخذ حجرا وكسر الحب وأخرج الرأس فقال له القروي: لا بارك الله فيك.. قتلت عجلي وكسرت حبي!
- حمار بالناقص :
عن محمد الداري قال: كان عندنا رجل وكان في غفلة دائمة فخرج من داره ومعه عشرة حمير فركب واحدا منها وعدها ، فإذا هي تسعة فنزل فعدها فإذا هي عشرة فلا زال يفعل كذلك مرارا ثم قال: أمشي وأربح حمارا خير من أن أركب واخسر حمارا!
- تقشف :
قال الشاعر ابن الرومي يهجو أوفى بن منصور وكان الخير شديد البخل :
ما كنت أحسب أن الخبز فاكهة حتى نزلت على أوفى بن منصور
يَبْس اليدين فما يسطيع بسطهما كأن كفيه شدا بالمسامير
الحابس الروث في أحشاء بغلته خوفا على الحب من نقر العصافير
- حديث الجواري :
قال الجاحظ: سألت جارية أبكر أنتِ؟ فقال بغضب: أعوذ بالله من الكساد يا شيخ!
قال المتوكل لجارية استعرضها: أبكر أنتِ أم أنتِ أيش؟ فقالت: أنا أيش (أي شيء ) يا أمير المؤمنين.
استعرض رجل جارية فاستقبح قدميها فشعرت هي بذلك فقالت له: لا تبال يا سيدي فإني أجعلهما خلف ظهرك!
- حرامي قطاع عام :
ولى يوسف بن عمر إعرابيا على عمل له فأصاب عليه خيانة فعزله عن العمل فلما قدم عليه قال له: يا عدو الله أكلت مال الله؟ فقال الإعرابي: فمال من آكل إذا لم آكل مال الله؟ لقد راودت إبليس على أن يعطيني فلسا واحدا فما فعل.
-هنيئا لهما :
خرج الخليفة المهدي وعلي بن سليمان في رحلة صيد وكان معهما الشاعر الظريف أبو دلامة. فرمى المهدي ظبيا بسهم فأصابه ورمى علي بن سليمان سهما فأصاب به كلبا فأنشد أبو دلامة قائلا:
قد رمى المهدي ظبيا شك بالسهم فؤاده
وعلـي بن سليمان رمى كلبا فصاده
فهنيـئا لهـما كـل امرؤ يأكل زاده
-دعاء صريح جدا :
قيل لإعرابي هل تحسن الدعاء قال نعم. قيل له فادع لنا، فرفع الإعرابي يديه إلى السماء وقال :
اللهم لقد أعطيتنا الإسلام من غير أن نسألك فلا تحرمنا الجنة ونحن نسألك!
-رقة الإيمان :
سكن أحد الفقهاء في بيت سقفه يقرقع في كل وقت. فلما جاء صاحب البيت يطلب الأجرة قال له الفقيه: اصلح السقف فإنه يقرقع. فقال صاحب الدار : لا تخف فإنه يسبح بحمد الله! فقال الفقيه : أخشى أن تدركه رقة الإيمان فيسجد علينا.
-كباب الحجاج :
قصد رجل الحجاج الثقفي وحين وقف بين يديه أنشده مادحا:
أبا هشام ببابك قد شمَّ ريح كبابك.
فقال له الحجاج: ويحك فلمَ نصبت الكنية وقلت "أبا هشام"؟ فقال الرجل: الكنية كنيتي فإن شئت رفعتها وإن شئت نصبتها.
– عدو الطائفية :
سمع أبن الإعرابي رجلا يقول لناس اجتمعوا عليه يضربونه: أتوسل إليكم بحق علي ومعاوية أن تكفوا عني.
فقال أحدهم وهو يجيد ضربه : لقد جمعت بين الساكنين.
-سبب وجيه :
سأل رجل الخليل بن أحمد الفراهيدي: لمَ قالوا في تصغير (واصل ) (أويصل) ولم يقولوا ( ووّيصل )؟ فأجابه الخليل: حتى لا يشبه كلامهم نباح الكلاب.
– دعاء أبي نؤاس :
دخل أبو نؤاس كرما فرأى عنقودا مازال حصرما فاستقبل القبلة وانشأ يدعو قائلا : اللهم سود وجهه واقطع حلقه واسقني دمه!!
- الفارعة :
قال الجاحظ رأيت امرأة طويلة القامة جدا كانت واقفة ونحن على مائدة الطعام فأردت ممازحتها فقلت لها: انزلي ههنا حتى تأكلي معنا! فقالت : بل اصعد أنت حتى ترى الدنيا!
– النصب بالفتحة :
عن أبي بكر النقاش قال: كان أحد المؤذنين يقول في الأذان أشهد أن محمدٌ رسول الله. فقيل له لا ترفع اسم النبي عليه الصلاة والسلام بل انصبه وقل : أشهد أن محمدا بالنصب رسول الله ، فأذن الرجل وقال: أشهد أن محمدا بالنصب رسول الله. فسمعه إعرابي فصاح به : ويحك ماذا فعل؟
- شيخ الله :
قال القاضي أبو بكر بن أحمد بن كامل: حضرت مجلس أحد المشايخ المغفلين فقال: عن رسول الله "ص" عن جبرائيل عن الله عن رجل. فقلت له: ويحك من هذا الذي يصلح لأن يكون شيخ الله تعالى؟ فنظرنا في الكتاب الذي يروي عنه فإذا المكتوب عنده ( عن الله عز وجل ) وقد صحفها.
-طارت الفرس :
كان بمدينة واسط رجل مغفل، إلى جانب داره إسطبل فقال له أهله: نحن نغسل الثياب في سطح الدار فتطير إلى الإسطبل فلا يردونها إلينا. فقال لهم: وانتم إذا طار لهم لجام، مقود، فرس، فلا تردوه إليهم.
- معلم ظريف :
قال الجاحظ مررت بمعلم وقد كتب لغلام "وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يابني لا تقصص رؤياك على أخوتك فيكيدون لك كيدا وأكيد كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا" فقلت له ويحك، لقد أدخلت سورة في سورة أخرى! فقال المعلم: وماذا أفعل إذا كان أبوه يدخل راتب الشهر في الشهر الذي يليه؟
- الملك لله :
رُمِيَّ رجل أعور بسهم فأصاب عينه السليمة فقال: أمسينا وأمسى الملك لله!
- المتحمس :
أجريت الخيل فطلع منها فرس سابق، فجعل رجل من النظارة يصرخ ويثب ويصيح : الله اكبر، الله أكبر!
فالتفت إليه رجل وسأله: يا فتى هل الفرس لك؟ فقال الرجل المتحمس: لا ولكن لجامها لجار لنا!
- مفاجأة الموسم :
وقف رجل على الشاعر البغدادي الضرير والظريف أبو العيناء فأحس به فصاح أبو العيناء به: من هذا؟ فارتبك الرجل وقال: أنا رجل من بني آدم! فقال له أبو العيناء: مرحبا بك، أطال الله بقاءك، أما زلت في الدنيا ظننت أن نسلكم قد انقطع!
- المسكوت عنه :
كان لمعاوية عامل "والٍ" من قبيلة كلب فجرى ذكر المجوس في حضرة العامل الكلبي فقال: لعن الله المجوس إنهم ينكحون أمهاتهم، والله لو أعطوني مائة ألف درهم ما فعلتها! فبلغ خبر ما قاله معاوية فعزله عن منصبه وقال: قاتله الله، أترونه لو زادوه شيئا على المائة ألف لفعلها؟!
- ملس وقرنان :
غضبت امرأة مزبد عليه ذات يوم فشتمته وقالت: يا مفلس يا قرنان "قواد" فقال لها:إن صدقت فالأولى من الله والثانية منك أنت.
- الحمد لله :
نظر مزبد إلى وجهه في المرآة فرآه شديد القبح فقال: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
[COLOR="Red"]-
-
- فهد للخليفة :
كتب الخليفة المتوكل إلى أحد ولاته يطلب منه فهدا فكتب له الوالي يقول: نجوت عند مقام لا إله إلا الله وصلى الله على سيدنا محمد، فديته إن كان عندي مما طلبته من الفهود وزن دانق ، لا فهد ولا نمر، وتظن يا سيدي أني أبخل عليك بالقليل.
- سين وجيم :
سئل إعرابي عن اسمه فقال اسمي عبد الله فقيل ابن من؟ فقال: ابن عبد الله. فقيل ابن من؟ فقال: ابن عبد الرحمن. فقال له السائل: أشهد انك تلوذ بالله تعالى لواذ يتيم جبان.
وسئل آخر عن دينه فقال: ديني أخرقه بالمعاصي وأرقعه بالاستغفار.
- معاوية وجارية :
قال معاوية بن أبي سفيان لجارية بن قدامة: ما كان أهونك على أهلك إذ سموك جارية! فقال له جارية: وما كان أهونك أنت على أهلك إذ سموك معاوية( )
.
- مصالحة من نوع خاص :
وقع بين الأعمش وزوجته وحشة فطلب من أحد أصحابه من الفقهاء أن يرضيها ويصلح بينهما. فدخل الفقيه إليها وقال: عن أبا محمد "العمش" شيخ كبير فلا يزهدنك فيه عمش عينيه وضعف ساقيه ودقة ركبتيه ونتن بطنه وبخر فيه "رائحة فمه" وجمود كفيه "بخله" فصاح به الأعمش: قم قبحك الله لقد أريتها من عيوبي ما لم تكن تعلم.
-ديك مزبد :
أراد مزبد أن يضحي في العيد فاشترى ديكا لفقره فعلم جيرانه فأرسل له كل واحد منهم شاة حتى اجتمع لديه سبع شياه فقال: ديكي أفضل عند الله من إسحاق لأنه فُدِيِّ بكبش واحد وديكي فدي بسبع شياه.
- صديق بشار :
زار إبراهيم بن سيابة الشاعر بشار فقال له: ما رأيت أعمى إلا وقد عوض الله عليه بالحفظ أو الذكاء أو حسن الصوت فأي شيء عوضت أنت؟ فقال بشار: عوضت بصديق ثقيل هو أنت.
- شاهدان مناسبان :
تقدم إلى أبي صمصامة القاضي رجلان، فادعى أحدهما على الآخر طنبورا فأنكر الآخر فقال القاضي للمدعي: أعندك بينة؟ فقال: لي شاهدان. فأحضر المدعي الشاهدين. فسأل القاضي الشاهد الأول عن صنعته فقال أنه نباذ "صانع وبائع نبيذ" وسأل الثاني فاعترف له بأنه قواد. فصاح القاضي بالمدعى عليه: أتريد أعدل من هذين الشاهدين على طنبور؟ أعطه طنبوره!
- حصاة تصيح :
سأل رجل الفقيه عمر بن قيس عن الحصاة من حصى المسجد يجدها المصلي في ثوبه أو خفه أو جبته فماذا يفعل بها؟ قال عمر: ارم بها. فقال الرجل: زعموا أن حصاة المسجد تظل تصيح وتصيح حتى تعاد إلى المسجد. فقال عمر : دعها تصيح حتى ينشق حلقها! فسأله الرجل: وهل للحصاة حلق؟ فقال الفقيه: فمن أين تصيح إذن؟
- طارت الفرس :
كان بمدينة واسط رجل مغفل، إلى جانب داره إسطبل فقال له أهله: نحن نغسل الثياب في سطح الدار فتطير إلى الإسطبل فلا يردونها إلينا. فقال لهم: وانتم إذا طار لهم لجام، مقود، فرس، فلا تردوه إليهم.
-دهقان يتحدى الفرزدق :
روى الأصمعي أن الفرزدق قال: ما أعياني جواب أحد كما أعياني جواب دهقان ذات مرة فقد سألني: أنت الفرزدق الشاعر؟ قلت: نعم. قال: فهل أموت إن أنت هجوتني. قلت: لا قال: وهل تموت عيشونة ابنتي؟ قلت: لا. قال فرجلي إلى عنقي في حر أمك إذن. فقلت له: ولماذا تركت رأسك خارجا؟ قال: حتى انظر أي شيء تصنع بعد ذلك؟
- الشامي والعراقي :
عن ابن المزربان قال: أخبرني بعض الأدباء أن رجلا من العراق اختصم مع رجل من الشام فقال العراقي للشامي في كلام جرى بينهما: حلق الله لحيتك. فرد عليه الشامي: في مكة عن شاء الله!
- عيسى ومعاوية :
وعن المزربان أيضا قال: سئل خطيب: أي أفضل معاوية بن سفيان أم عيسى بن مريم؟ فقال الخطيب: لا إله إلا الله، أتقيس كاتب الوحي معاوية بنبي النصارى؟
- فوائد الأذن :
يحكى أن جماعة من أهل مدينة حمص تذاكروا في فوائد الأعضاء ومنافعها فقالوا: النف للشم والفم للأكل واللسان للكلام فما فائدة الأذنين؟ فلم يتوصلوا إلى جواب فأجمعوا على قصد القاضي ليسألوه عن ذلك فوجدوه في شغل فجلسوا على باب داره ينتظرون فراغه من شغله فنظروا إلى دكان خياط مقابلهم وإذا بالخياط قد فتل خيوطا ووضعها على أذنه فقالوا: لقد أتانا الله بما جئنا نسأل القاضي عنه، إنما خلق الأذنان لوضع فتائل الخيوط عليها.
-اللقيط يحتج :
دخل شاب على المنصور فسأله عن وفاة أبيه، فقال: مات رحمه الله يوم كذا وكان مرضه رضي الله عنه كذا وكذا وترك من المال عفا الله عنه كذا وكذا فانتهره الربيع - وكان لقيطا – وقال له: أبين يدي أمير المؤمنين توالي الدعاء لأبيك؟ فقال الشاب: لا ألومك يا هذا فأنت لم تعرف حلاوة الأبوة. فضحك المنصور ضحكا لم سمعه منه أحد من قبل
.
- اسمه مجرم :
صلى إعرابي خلف أحد الأئمة في الصف الأول وكان اسمه مجرما فقرأ الإمام "والمرسلات... إلى قوله تعالى (ألم نهلك الأولين..) فتأخر الإعرابي إلى الصف التالي فقرأ الإمام: ثم نتبعهم بالآخرين. فرجع الإعرابي إلى الصف الأوسط. وحين قرأ الإمام "كذلك نفعل بالمجرمين" ولى الإعرابي هاربا وهو يقول: أنا المطلوب لا غيري!
- املأ الفراغات :
كان رجل كثير المخاصمة لامرأته وله جار يعاتبه على ذلك، فلما كان في بعض الليالي خاصمها خصومة شديدة وضربها فدخل عليه جاره وقال له: يا هذا اعمل معها كما قال الله تعالى: إما إمساك أيش اسمه أو تسريح ما أدري أيش..
وهو يقصد الآية الكريمة "إما إمساك بإحسان أو تسريح بمعروف"
- الوالي المثقف:
أنشد الوالي عبد اله بن فضلويه والي قرميسين في مجلسه والمجلس غاص بالناس بيتا من الشعر يقول :
يوم القيامة يوم لا دواء له إلا الطلاء وإلا اللهو والطرب.
فقال له أحد الحضور: إنما هو يوم الحجامة..وليس القيامة.
فقال الوالي:
اعذروني فأنا لا أحسن النحو.
- خاتم السفاح :
كان أبو العباس السفاح يوما مشرفا على دار له ومعه زوجته أم سلمة فعبثت بخاتمها فسقط في صحن الدار فألقى السفاح خاتمه أيضا فقالت زوجته: ما أردت بهذا يا أمير المؤمنين؟ فقال: خشيت أن يستوحش خاتمك فآنسته بخاتمي غيرة عليه لانفراده.
- يحتضر بالنحوي :
عن أبي العيناء، عن عطوي الشاعر انه دخل إلى رجل عندنا بالبصرة وهو يجود بنفسه "يحتضر" فقال له: يافلان قل لا إله إلا اللهُ وإن شئت فقل لا إله إلا اللهَ والولى أحب إلى سيبويه. وحين انتهى العطوي من قوله قال أبو العيناء للحاضرين:
سمعتم ابن الفاعلة يعرض أقوال النحويين على رجل يموت.