منتديات بنات كفايات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات بنات كفايات

منتدى لماده الكفايات لمدارس التربيه الاهليه


3 مشترك

    اللغه الفصحى

    الزهره المتفتحه
    الزهره المتفتحه
    Admin


    المساهمات : 55
    تاريخ التسجيل : 11/05/2010
    العمر : 30

    اللغه الفصحى Empty اللغه الفصحى

    مُساهمة  الزهره المتفتحه الثلاثاء مايو 11, 2010 12:34 pm

    لغة الفصحى : لغة معيارية فلكل أمة لغتها الرسمية أو الوطنية ، وهي لغة تتميز بثبات القواعد وغالبا ما يكون الالتزام بها في المكاتبات الرسمية بين أجهزة الدولة الواحدة أو بين الدول الناطقة بها فإن عدل عن خطاب جهة ما إلى لغتها التي تباين لغة المخاطب لها فإنه لا بد أن يتعلم أفراد من الأمة سائر اللغات الحية التي يظهر أثر تعلمها في استقرار الشأن العام للدولة من ترجمة لعلوم ضرورية أو اطلاع على وثائق استراتيجية أو مخاطبة للجهات الرسمية في تلك الدول أو حتى لمجرد أمن مكرهم وإن لم يكن حديثا فمعناه صحيح .
    وقد أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم زيد بن ثابت ، رضي الله عنه ، أن يتعلم لسان يهود فتعلمه في سبعة عشر يوما ليأمن شرهم كما عند أبي داود والترمذي رحمهما الله .

    وكثير من العلوم الإسلامية قد دونت بلغات غير عربية كاللغة الفارسية والتركية والأردية فتعلم هذه اللغات الشرقية لنقل تلك العلوم الإسلامية إلى لسان الوحي الجامع ، جار مجرى فرض الكفاية لا سيما إن مست الحاجة إلى تلك العلوم ، فإنه يجب على مجموع الأمة تعلمها على حد تحصل به الكفاية وترتفع به الحاجة وإلا أثم القادر ، وكثير من العلوم الطبيعية قد دونت بلغات أجنبية كاليونانية في القديم والإنجليزية في الحديث فحكم تعلمها جار على ما تقدم من الفرض الكفائي الذي يرتفع بحصول من تندفع به الحاجة من الناطقين بتلك اللغة .

    بل قد تعلم بعض المحققين كابن تيمية ، رحمه الله ، اللغة اليونانية ليطلع على المنطق من مصادره الأصلية في معرض نقده فيجوز تعلم لغة أهل الباطل لدحضه ، كمن يتعلم لغة الأناجيل لبيان ما فيها من التحريف والتعارض .


    ويكون الالتزام بها أيضا في الخطابات الرسمية التي فشا فيها اللحن في الأعصار المتأخرة لضعف الخلفية الثقافية لكثير من الخطباء الرسميين لا سيما السياسيين ، بخلاف المكاتبات فإن اللحن فيها أقل بكثير لما يصاحب إنشاءها من ترو واختيار للألفاظ ، فغالبا ما يكون المكتوب أفصح من المنطوق إلا في نوادر كالشافعي ، رحمه الله ، الذي أثر عنه فصاحة لسان تفوق فصاحة الكتاب .

    وإزاء هذه اللغة المعيارية توجد اللغة الدارجة وهي اللهجات التي تنزل منزلة الأنواع لجنس كلي تندرج تحته فتشترك في معناه اشتراكا معنويا ، إذ يجمعها قدر مشترك من ذلك الجنس : الحروف ، كثير من المفردات ، التراكيب الأساسية للجمل .......... إلخ .

    وغالبا ما يكون ذيوع اللغة لذيوع آدابها كما في لغة العرب التي تجذرت في نفوس أصحابها بما ورثوه من آداب ، فضلا عن تركة الشريعة من الوحي المنزل وسنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

    فاللغويون ، على سبيل المثال ، يرون أن سبب ذيوع اللغة الإيطالية المشتركة هو "دانتي" الأديب الإيطالي الذي جمع الإيطاليين على تراثه الأدبي ، ومثل دانتي في الإنجليزية "تشوشر" : الملقب بأب الشعر الإنجليزي .

    واللغة الفصحى غالبا ما تكون لهجة دارجة كسائر لهجات الجماعات المتقاربة ، ومن ثم يحصل لها من عوامل الانتخاب ما يصيرها اللسان الأم الجامع وقد يكون العامل :
    سياسيا : كما في الفرنسية الباريسية التي صارت اللسان الفرنسي الرسمي لكون باريس هي عاسمة الدولة ففيها مؤسسات الحكم ، فتصدر المكاتبات منها بلغة أهلها .
    أو عسكريا : كالقشتالية الإسبانية ، فإن ممالك النصارى الإسبان ، كانت خمسا ، وكانت قشتالة أعظمها نفوذا عسكريا فجعل ذلك للسانها ما ليس لبقية الألسن ، فالقوي يفرض لغته على الضعيف كما يفرض عليه الجزية أو الإتاوة ، والضعيف مضطر إلى تعلم لغة القوي إما ولعا بتقليده على حد ما تواتر من تقليد المغلوب المقهور للغالب القاهر كما قرر ابن خلدون رحمه الله ، وإما حاجة إلى لغة تفاهم مشترك بينهما ، وحتى اللغة التي استقلت عن اللسان الإسباني وهي اللغة البرتغالية فإنها تشترك معه ، كما تقدم ، في أصول جامعة وإن حدث بينهما من الفصل ما صير البرتغالية لسانا مستقلا لا لهجة إسبانية محلية .

    أو دينيا : وأبرز أمثلته : اللسان القرشي ، فإنه اكتسب عالميته في الجزيرة العربية قبل الإسلام لكون قريش سدنة البيت الذي تعظمه العرب جميعا ، فكان تكرار الوفود عليه مظنة الحاجة إلى تعلم لسان أهله لتسهل مخاطبتهم ومعاملتهم ، فكان للبيت الحرام قبل الإسلام بعد سياسي واقتصادي رفع من قدر قريش على سائر العرب فغالبا ما تكون السيادة السياسية فرعا عن السيادة الدينية لا سيما في المجتمعات التي تعظم الدين ولو رسوما دارسة وغالبا ما تنشط الحركة الاقتصادية في الأقاليم التي تتوافد عليها أعداد كبيرة من الزوار لا سيما إن كان للزيارة معنى تعبدي ، وكان له بعد لغوي أدبي فلا ينال الشاعر درجة القبول إلا إذا عرض شعره على قريش وأجوارها سادة اللسان العرب آنذاك كما تواتر من أنباء المحكمين في أسواق الجاهلبة كالنابغة وأضرابه .

    وبعد مبعث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم اكتسب اللسان القرشي بعدا دينيا جديدا ، إذ كان لسان الوحي النازل فالقرآن في جملته إنما نزل بلسان قريش إلا أحرفا يسيرة ، كما أثر عن عثمان ، رضي الله عنه ، وإنما كانت القراءة بالأحرف السبعة رخصة فلما أتقن سائر العرب حرف قريش ووقع الخلاف بين القراء لتعدد الحروف ، زال سبب الرخصة بل وجد السبب الموجب لرفعها حسما لمادة الخلاف فجمع عثمان ، رضي الله عنه ، الأمة على حرف قريش الذي به حصل التواتر اللازم لنقل التنزيل .

    والفصحى عموما تتميز بأنها :
    مستوى لغوي راق إذ تلتزم أحكاما صارمة في النطق والكتابة .
    وأنها اللغة التي لا يمكن للناظر فيها كما يقول "هنري سويت" أن يحدد الإقليم الناطق بها فهي لغة قياسية تخلو من الخصائص اللسانية التي تميز لهجة بعينها فلا يوجد في الفصحى ألفاظ عامية من قبيل : "إديني ، علشان" على سبيل المثال ليقال بأنها اللهجة المصرية بل هي على حد سواء في كل الأقاليم الناطقة بالعربية بل في كل المعاهد التي تعنى بتدريس العربية ولو في دول غير ناطقة بها .

    وقد ترقى لهجة إلى حد يجعلها أكثر يسرا في التناول من بقية اللهجات وإن لم تخرج عن حد اللهجة فليست لغة قياسية كاللغة الفصحى ، فاللهجة المصرية على سبيل المثال قد أتيح لها من الحيز الإعلامي ما جعل كثيرا من العرب يسمعها باستمرار فتعرف على ألفاظها وزالت الوحشة بينه وبينها إلى حد كبير ، فتقليدها أيسر من تقليد غيرها من اللهجات العربية ، وإن كان غيرها أفصح وأقرب إلى حد اللغة القياسية ، كاللهجة اليمنية على سبيل المثال فإنها أقرب اللهجات إلى الفصحى القياسية ومع جودتها وتقدمها على اللهجة المصرية إلا أنه لم يتح لها من الحيز الإعلامي ما أتيح للهجة المصرية فلم تصر مثلها : لهجة عالمية إن صح التعبير إذ لم ترتق مع شهرتها إلى درجة اللغة القياسية الجامعة .

    وداخل اللهجة الواحدة توجد مستويات متباينة تبعا للإقليم المحلي ومكانته بين الأقاليم ، فعامية القاهرة بين المصريين كعربية قريش بين قبائل الجزيرة ، لكون القاهرة عاصمة الدولة التي توجد فيها أكثر المؤسسات الرسمية ، وقد تتقارب أنماط اللهجة الواحدة بين لهجتين تبعا للقرب الجغرافي أو الأصول التاريخية المشتركة ، فلهجة أهل جدة أقرب إلى لهجة المصريين من لهجة أهل نجد أو الأحساء ، ولهجة أهل الصعيد في مصر أقرب إلى لهجة الجزيرة العربية لكون كثير من القبائل التي تسكن الصعيد من أصول عربية .

    والفصحى من جهة أخرى تنقسم إلى :
    فصحى التراث : وهي لغة كتب التراث في شتى مناحي العلم ، وهي تتدرج في جزالتها تبعا لتقدم المصنفين بها فغالبا ما يكون لفظ المتأخر أيسر في التناول من لفظ المتقدم ، فأي ناظر في تصانيف الأئمة المتقدمين كالشافعي وأحمد ، رحمهما الله ، يلمس فرقا في الأسلوب بينها وبين كتب ابن تيمية أو ابن القيم أو ابن حجر .......... إلخ ، رحم الله الجميع ، مع كونها مصنفة بلغة واحدة ومنتمية إلى جيل لساني واحد هو جيل التراث فكلها معدودة من جملة كتب التراث ، ومع ذلك ظهر أثر البيئة اللسانية على كل جيل من المصنفين فلم تكن العربية أيام ابن تيمية ، رحمه الله ، في جزالتها كالعربية أيام الشافعي ، رحمه الله ، ولم تكن القضايا الفكرية واحدة وهو عامل آخر يسهل على الناظر تحديد الحقبة التاريخية التي كتب فيها مصنف بعينه فبدعة الحلول والاتحاد على سبيل المثال من آخر البدع العلمية ظهورا ، فلا يمكن بداهة أن تجد لها أثرا في كتب المتقدمين كالشافعي وأحمد ، رحمهما الله ، لأنها لم تكن قد ظهرت بعد فلم يحتج الأئمة إلى الرد عليها بل لم يخطر بالبال ابتداء أن تظهر مقالة على هذا الحد من الفساد .

    ويلحق بذلك التحوير أو التحريف المستمر للمقالات الحادثة في زمن السلف ، فإنها قد أخذت أبعادا صبغت كل جيل منها بمصطلحات ابتكرها لم تكن موجودة في الجيل السابق ، فمن قرأ ، على سبيل المثال ، "منهاج الكرامة" في تقرير مذهب الإمامية ، فإنه يدرك مباشرة أن هذه الرسالة رسالة متأخرة وإن كانت مكتوبة بلغة فصحى لأنها تضمنت تقريرات لم تكن متداولة بين أجيال المذهب الأولى ، بل حدثت بتوالي الأجيال وبعدها عن مقالة أهل السنة أولا وعن مقالتها الأصلية ثانيا فهي لا توافق الأصل الجامع ولا الأصل الحادث .

    فلم يكن الإمامية الأوائل معتزلة في الإلهيات ولم يكن في كلامهم مصطلحات كالإيجاب على الله ، عز وجل ، الذي قصره المعتزلة على بعث الرسل عليهم السلام فعداه الإمامية انتصارا لمقالتهم إلى الأئمة ، فيجب على الله ، عز وجل ، أن يعين الإمام المعصوم ليقود الأمة ، فضلا عن مصطلحات اللطف العام وهو عندهم الإمامة واللطف الخاص وهو عندهم النبوة ، ولازم ذلك تقديم الإمامة على النبوة في انتقاص ظاهر لمقام النبوة .
    وإنما وقع ذلك بعد اتصالهم بمعتزلة بغداد زمن بني بويه فصاروا على حد التعطيل في باب الصفات بعد أن كانوا من المثبتة فاجتمع لهم من الضلالات ما اجتمع فهم والزيدية والإباضية اليوم ورثة مقالة الاعتزال في الإلهيات .

    ومما يؤثر في فصحى التراث أيضا : طبيعة المادة العلمية فإن بعض العلوم تمتاز بسهولة التناول كالسيرة والتاريخ وبعضها يمتاز بصعوبة الألفاظ ودقة المصطلحات إلى حد التكلف والتعقيد الذي غلب على كلام المتأخرين من أصحاب المختصرات الفقهية والأصولية ، فقد تم اختصار المادة العلمية وضغطها حتى صارت مع كونها مكتوبة بالفصحى أشبه بالألغاز فلا يحل شفرتها إلا آحاد المتخصصين .


    وفصحى العصر : وهي لغة الصحف والمصنفات الحديثة . وهي تتميز باصطلاحاتها المعاصرة لا سيما المصطلحات ذات الأصول الأجنبية كالاستراتيجية والبراجماتية .......... إلخ أو المصطلحات الدالة على أنماط عقدية أو فكرية حديثة كالبهائية والشيوعية والرأسمالية فلا وجود للرأسمالية في كتب المتقدمين بداهة .

    أصل هذه الفائدة مستفاد من مبحث "اللغة الفصحى" من "محاضرات في علم اللغة" ، ص115 وما بعدها .

    والله أعلى وأعلم .
    الشمعة المضيئة
    الشمعة المضيئة


    المساهمات : 109
    تاريخ التسجيل : 11/05/2010

    اللغه الفصحى Empty رد: اللغه الفصحى

    مُساهمة  الشمعة المضيئة الثلاثاء مايو 11, 2010 2:18 pm

    يعطيك العافيه
    الجميلة دوما
    الجميلة دوما


    المساهمات : 81
    تاريخ التسجيل : 12/05/2010

    اللغه الفصحى Empty رد: اللغه الفصحى

    مُساهمة  الجميلة دوما السبت مايو 15, 2010 12:01 pm

    يسلمو على الموضوع الرائع
    الزهره المتفتحه
    الزهره المتفتحه
    Admin


    المساهمات : 55
    تاريخ التسجيل : 11/05/2010
    العمر : 30

    اللغه الفصحى Empty رد: اللغه الفصحى

    مُساهمة  الزهره المتفتحه السبت مايو 15, 2010 12:51 pm

    اشكركم على مروركم الرائع الذي افاح رائحتكم الزكيه

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 11:38 am