اثر اللغة العربية في تفسير القران

كنت أتسأل بين فترة وأخرى لماذا العرب الأوائل تأثروا بسماع القرآن الكريم والبعض منهم وصل مقدار التأثر فيه أن يعلن على الملأ إسلامه ونحن المتأخرون لا نتأثر بسماع القرآن الكريم؟ وكنت أتساءل بدهشة لماذا اشترط المفسرون إجادة اللغة العربية لتفسير القرآن الكريم وعندما درست في كلية الدعوة بجامعة الإمام وعلمت أن النحو هو الترتيب الطبيعي مبتدأ وبعده خبر ثم جار ومجرور ولكن إذا حذف المبتدأ وتقدم الخبر على المبتدأ أي إذا حدث تغير غير طبيعي للجملة فأنت دخلت في عالم البلاغة ففي هذه الجمل غير الطبيعية تكمن الفائدة في الوصول لمعاني جديدة يقصدها الله عز وجل في كتابه وبالأمثلة يتضح ذلك:
أولاً: الحذف:
1. قال تعالى: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء} حذفت ياء المنادي للدلالة على القرب.
2. قال تعالى: {قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} حذفت الياء في نبغي للدلالة على تلهف موسى للقاء الخضر عليه السلام.
3. قال تعالى: {قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} المضاف "حب" والمضاف إليه العجل فحذف المضاف "حب" للدلالة على شدة تعلق اليهود بالعجل.
4. قال تعالى: {وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا} حذف جواب الشرط وهو لرأيت منظراً مهولاً ومرعباً الفائدة التهويل.
5. قال تعالى: {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} حذف جواب الشرط لليأس.
6. قال تعالى: {فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا} حذف عدة جمل دعاهم موسى وهارون عليهما السلام فلم يستجيبوا فطغوا فدمرناهم والفائدة التركيز على موضع العبرة في القصة.
ثانياً: التقديم والتأخير:
1. مثلاً قوله تعالى: {وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} على ربهم جار ومجرور ويتوكلون فعل وفاعل الفائدة الحصر فلو أن الآية جاءت بالترتيب الطبيعي يتوكلون على ربهم لاستعطت أن تضيف ويتوكلون على ربهم وعلى غيره أما عندما تقدم الجار والمجرور فلا ولن تستطيع أن تضيف، فيصبح المعنى يتوكلون على ربهم فقط.
2. قال تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} الترتيب الطبيعي واشتعل شيب الرأس فيكون معناها أن الشيب في جزء بسيط من الرأس فيمكن أن ينجب ولد فلا يكون هناك إعجاز.
أما عندما تقدم الرأس أصبح المعنى أن كل الرأس شيباً أي كبير جداً في العمر وهنا الإعجاز.

كنت أتسأل بين فترة وأخرى لماذا العرب الأوائل تأثروا بسماع القرآن الكريم والبعض منهم وصل مقدار التأثر فيه أن يعلن على الملأ إسلامه ونحن المتأخرون لا نتأثر بسماع القرآن الكريم؟ وكنت أتساءل بدهشة لماذا اشترط المفسرون إجادة اللغة العربية لتفسير القرآن الكريم وعندما درست في كلية الدعوة بجامعة الإمام وعلمت أن النحو هو الترتيب الطبيعي مبتدأ وبعده خبر ثم جار ومجرور ولكن إذا حذف المبتدأ وتقدم الخبر على المبتدأ أي إذا حدث تغير غير طبيعي للجملة فأنت دخلت في عالم البلاغة ففي هذه الجمل غير الطبيعية تكمن الفائدة في الوصول لمعاني جديدة يقصدها الله عز وجل في كتابه وبالأمثلة يتضح ذلك:
أولاً: الحذف:
1. قال تعالى: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء} حذفت ياء المنادي للدلالة على القرب.
2. قال تعالى: {قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} حذفت الياء في نبغي للدلالة على تلهف موسى للقاء الخضر عليه السلام.
3. قال تعالى: {قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} المضاف "حب" والمضاف إليه العجل فحذف المضاف "حب" للدلالة على شدة تعلق اليهود بالعجل.
4. قال تعالى: {وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا} حذف جواب الشرط وهو لرأيت منظراً مهولاً ومرعباً الفائدة التهويل.
5. قال تعالى: {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} حذف جواب الشرط لليأس.
6. قال تعالى: {فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا} حذف عدة جمل دعاهم موسى وهارون عليهما السلام فلم يستجيبوا فطغوا فدمرناهم والفائدة التركيز على موضع العبرة في القصة.
ثانياً: التقديم والتأخير:
1. مثلاً قوله تعالى: {وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} على ربهم جار ومجرور ويتوكلون فعل وفاعل الفائدة الحصر فلو أن الآية جاءت بالترتيب الطبيعي يتوكلون على ربهم لاستعطت أن تضيف ويتوكلون على ربهم وعلى غيره أما عندما تقدم الجار والمجرور فلا ولن تستطيع أن تضيف، فيصبح المعنى يتوكلون على ربهم فقط.
2. قال تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} الترتيب الطبيعي واشتعل شيب الرأس فيكون معناها أن الشيب في جزء بسيط من الرأس فيمكن أن ينجب ولد فلا يكون هناك إعجاز.
أما عندما تقدم الرأس أصبح المعنى أن كل الرأس شيباً أي كبير جداً في العمر وهنا الإعجاز.
ثالثاً: بلاغة اللفظ:
ويقصد بها لماذا اختيرت هذه الألفاظ ولم يختر غيرها فمثلاً:
1. قال تعالى: {قنَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ} قوله "أولو" يدل على النفوذ الواسع والبأس الشديد وهذا لا يدل عليه كلمة أقوياء.
2. قال تعالى: {قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ} لماذا لم يقل افترس مع أنها كلمة تستخدم مع السباع؟ الجواب ذلك أن كلمة افتراس معناها قتله دون افتراس بالكلية أي يبقى عظماً ومفصلاً أما كلمة أكله أن الذئب أكل جميع أعضائه ولم يبقى مفصلاً ولا عظماً لأنهم خافوا أن يطلب أبوهم أثراً له.
ويتضح لنا إذا أردنا أن نفسر القرآن تفسيراً صحيحاً يحتاج فهمه إلى الرجوع إلى اللغة حتى نفهم مراد الله ونتلذذ ببلاغته.
نشرت في جريدة المحايد 25/1/1425هـ
ثالثاً: بلاغة اللفظ:
ويقصد بها لماذا اختيرت هذه الألفاظ ولم يختر غيرها فمثلاً:
1. قال تعالى: {قنَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ} قوله "أولو" يدل على النفوذ الواسع والبأس الشديد وهذا لا يدل عليه كلمة أقوياء.
2. قال تعالى: {قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ} لماذا لم يقل افترس مع أنها كلمة تستخدم مع السباع؟ الجواب ذلك أن كلمة افتراس معناها قتله دون افتراس بالكلية أي يبقى عظماً ومفصلاً أما كلمة أكله أن الذئب أكل جميع أعضائه ولم يبقى مفصلاً ولا عظماً لأنهم خافوا أن يطلب أبوهم أثراً له.
ويتضح لنا إذا أردنا أن نفسر القرآن تفسيراً صحيحاً يحتاج فهمه إلى الرجوع إلى اللغة حتى نفهم مراد الله ونتلذذ ببلاغته.