... قصه آعجبتني فنقلتها إلى آحبتي ...
حدث معي منذ سنوات ثمان حدث قلب مجرى حياتي وحياة زوجي بشكل يلاحظه حتى الأعمى ولكن لا يعي سبب الإنقلاب إلا مستنير البصيرة ..
سأحكي ما حدث معي بالتفصيل
فربما لايحصل هذا الأمر مع الجميع
ولكن الكيّس من يستفيد من تجارب غيره ولاينتظر أن يجربها بنفسه
وكما قال رسولنا الحبيب عليه الصلاة والسلام ( المؤمن كيّس فطن )
كنت مع زوجي وابنتي الصغيرتين في طريق سفر طويل استمر طوال الليل نتوقف وقفات بسيطة ان احتاج احدنا لقضاء حاجة أو للصلاة ومن ثم نستانف المسير.
حتى لاح لنا الفجر بالقرب من إحدى الإستراحات على جانب الطريق فتوقفنا للصلاة وركبنا من جديد وبعد الشروق طلب زوجي أن نتوقف قليلا للإستراحة ورحبت بالفكرة على الفور ..
جلسنا لتناول الفطور وعندها شعر زوجي بالنعاس فاستلقى على كرسي السيارة وطلب أن اوقظه بعد ساعة ..
استمتعت بمراقبة ابنتي وهما تلهوان معا كما استمتعتا هما بمراقبة النمل يحمل بقايا الخبز الذي تناثر من فطورنا .
لم يكمل زوجي المدة التي حددها للإسترخاء بل استيقظ على عجل وقال ( هيا هيا نكمل المسير )
استغربت وقلت له : لكنك لم تأخذ ما يكفي من الراحة ..
قال : هذا يكفيني..يجب ان نكمل الطريق بسرعة ..
ركبت وانا غير راضية عما حدث ولكن في كل الاحوال لابد ان اركب.
بعد دقائق فقط استغرقت البنتين في نوم عميق في الكرسي الخلفي .. فقمت بفك حزام الأمان عنهما كي لا يصابا بالإختناق بسبب وضعيتهما في النوم ووضعتهما بشكل مريح.
وأخذت أنا وضعي وربطت حزام الأمان وانطلقنا .. في حين كانت عيني تستمتعان بالتأمل في الصحراء من حولنا كانت اذناي تستمتعان بسماع آيات القرآن الكريم من مسجل السيارة.
وبمرور الوقت بدأ النوم يتسلل إلى عيني بعد ليلة طويلة لم يغمض لي فيها جفن.. فاستمتعت أيضا بلحظات من النوم التي استيقظت منها على امر جلل عصيب.
السيارة تهتز اهتزازا عنيفا وكأنها خرجت من الطريق المعبد لتجري على الأرض التي من حوله .. وما هي إلا ثوان معدوده حتى عرفت أن زوجي فقد السيطرة على السيارة فخرجت فعلا عن مسارها وحاول هنا إعادتها إلى الطريق ولكنها خرجت منه للجانب الآخر حيث قابلتها صخرة قلبتها رأسا على عقب لتكمل طريقها زحفا على ظهرها لمسافة طويلة قبل أن تتوقف .. في تلك الأثناء كنت أستمع إلى صراخ ابنتيّ ممتزجا بصوت القرآن وكنت أدعوا الله ان لاينقطع عني صوت بكائهما فانقطاعه في ذلك الحال يعني خبر موتهما المحقق..
عرفت أنني في مقابلة مباشرة مع الموت وانه سيطبق علي في أي لحظة .. مرت سنوات عمري الماضية أمام عيني في لحظات صعبة .. أحسست بفقري وقلة حيلتي .. استحيت من ربي ماذا أعرض امامه من اعمال .. وكيف سأظهر وذنوبي تطوقني .. دعوت الله .. وشعرت انني إن عدت فساعود إنسانة جديدة ، تعمل لأن يكون لقاؤها بالموت على وضع مشرف يرضاه الرحمن ..
أفكار متشابكة ودعاء ممتزج .. لحظات ولكنها مرت طويلة مرعبة انتهت بأن توقفت السيارة وما زال صوت القرآن ينطلق من مسجلها .. وألهمني الله وزوجي الذي اطفأ السيارة ان نفك الحزام لنسقط على رؤوسنا ومن ثم نخرج .. وهنا كانت الصدمة .. نحن في مكان بعيد عن الطريق مع سيارة شبه مدمرة تقف وعجلاتها للأعلى .. وكل ما كان بها متناثر على طول الخط بيننا وبين الطريق المعبد .. الحقائب .. الأحذية .. ألعاب الأطفال .. البطاطين والأغطية .. الأطعمة والأشربة .. لم يتبقى في السيارة غير فتاتين صغيرتين تبكيان بخوف ورهبة .. سارعنا إليهما لنخرجهما وعندها .. وصلل إلينا ثلاثة من الرجال .. بعثهم الله لإسعافنا حيث أنهم ( بحسب ما أخبرونا ) أوقفوا سيارتهم حال ما رأوا سيارتنا خرجت عن الطريق استعدادا منهم للمساعدة في حال احتجنا إليها .
جزاهم الله عنا كل خير.
غادرنا المكان والفتاتين تبكيان على ألعابهما وكل واحدة تطالبنا بجمع ألعابها قبل الذهاب .. ولكن الموقف أشد من أن نفكر في إسعاف لعبة قد تكون صاحبتها أشد حاجة للإسعاف.
ركبنا في سيارتهم لينقلونا إلى أقرب مستشفى والذي وصلناه بعد ساعتين ونصف تقريبا .. وبعد الفحوصات ..كان العجب حقيقة .. ولله الحمد .. لا كسور ولانزف .. ولا أضرار سوى جروح سطحية لا تكاد تذكر ..
حتى انني أذكر استغراب الرجال الذين أسعفونا حيث أنهم كانوا يتوقعون ان يجدوا في السيارة جثثا هامدة من هول الموقف وشدته.
سأحكي ما حدث معي بالتفصيل
فربما لايحصل هذا الأمر مع الجميع
ولكن الكيّس من يستفيد من تجارب غيره ولاينتظر أن يجربها بنفسه
وكما قال رسولنا الحبيب عليه الصلاة والسلام ( المؤمن كيّس فطن )
كنت مع زوجي وابنتي الصغيرتين في طريق سفر طويل استمر طوال الليل نتوقف وقفات بسيطة ان احتاج احدنا لقضاء حاجة أو للصلاة ومن ثم نستانف المسير.
حتى لاح لنا الفجر بالقرب من إحدى الإستراحات على جانب الطريق فتوقفنا للصلاة وركبنا من جديد وبعد الشروق طلب زوجي أن نتوقف قليلا للإستراحة ورحبت بالفكرة على الفور ..
جلسنا لتناول الفطور وعندها شعر زوجي بالنعاس فاستلقى على كرسي السيارة وطلب أن اوقظه بعد ساعة ..
استمتعت بمراقبة ابنتي وهما تلهوان معا كما استمتعتا هما بمراقبة النمل يحمل بقايا الخبز الذي تناثر من فطورنا .
لم يكمل زوجي المدة التي حددها للإسترخاء بل استيقظ على عجل وقال ( هيا هيا نكمل المسير )
استغربت وقلت له : لكنك لم تأخذ ما يكفي من الراحة ..
قال : هذا يكفيني..يجب ان نكمل الطريق بسرعة ..
ركبت وانا غير راضية عما حدث ولكن في كل الاحوال لابد ان اركب.
بعد دقائق فقط استغرقت البنتين في نوم عميق في الكرسي الخلفي .. فقمت بفك حزام الأمان عنهما كي لا يصابا بالإختناق بسبب وضعيتهما في النوم ووضعتهما بشكل مريح.
وأخذت أنا وضعي وربطت حزام الأمان وانطلقنا .. في حين كانت عيني تستمتعان بالتأمل في الصحراء من حولنا كانت اذناي تستمتعان بسماع آيات القرآن الكريم من مسجل السيارة.
وبمرور الوقت بدأ النوم يتسلل إلى عيني بعد ليلة طويلة لم يغمض لي فيها جفن.. فاستمتعت أيضا بلحظات من النوم التي استيقظت منها على امر جلل عصيب.
السيارة تهتز اهتزازا عنيفا وكأنها خرجت من الطريق المعبد لتجري على الأرض التي من حوله .. وما هي إلا ثوان معدوده حتى عرفت أن زوجي فقد السيطرة على السيارة فخرجت فعلا عن مسارها وحاول هنا إعادتها إلى الطريق ولكنها خرجت منه للجانب الآخر حيث قابلتها صخرة قلبتها رأسا على عقب لتكمل طريقها زحفا على ظهرها لمسافة طويلة قبل أن تتوقف .. في تلك الأثناء كنت أستمع إلى صراخ ابنتيّ ممتزجا بصوت القرآن وكنت أدعوا الله ان لاينقطع عني صوت بكائهما فانقطاعه في ذلك الحال يعني خبر موتهما المحقق..
عرفت أنني في مقابلة مباشرة مع الموت وانه سيطبق علي في أي لحظة .. مرت سنوات عمري الماضية أمام عيني في لحظات صعبة .. أحسست بفقري وقلة حيلتي .. استحيت من ربي ماذا أعرض امامه من اعمال .. وكيف سأظهر وذنوبي تطوقني .. دعوت الله .. وشعرت انني إن عدت فساعود إنسانة جديدة ، تعمل لأن يكون لقاؤها بالموت على وضع مشرف يرضاه الرحمن ..
أفكار متشابكة ودعاء ممتزج .. لحظات ولكنها مرت طويلة مرعبة انتهت بأن توقفت السيارة وما زال صوت القرآن ينطلق من مسجلها .. وألهمني الله وزوجي الذي اطفأ السيارة ان نفك الحزام لنسقط على رؤوسنا ومن ثم نخرج .. وهنا كانت الصدمة .. نحن في مكان بعيد عن الطريق مع سيارة شبه مدمرة تقف وعجلاتها للأعلى .. وكل ما كان بها متناثر على طول الخط بيننا وبين الطريق المعبد .. الحقائب .. الأحذية .. ألعاب الأطفال .. البطاطين والأغطية .. الأطعمة والأشربة .. لم يتبقى في السيارة غير فتاتين صغيرتين تبكيان بخوف ورهبة .. سارعنا إليهما لنخرجهما وعندها .. وصلل إلينا ثلاثة من الرجال .. بعثهم الله لإسعافنا حيث أنهم ( بحسب ما أخبرونا ) أوقفوا سيارتهم حال ما رأوا سيارتنا خرجت عن الطريق استعدادا منهم للمساعدة في حال احتجنا إليها .
جزاهم الله عنا كل خير.
غادرنا المكان والفتاتين تبكيان على ألعابهما وكل واحدة تطالبنا بجمع ألعابها قبل الذهاب .. ولكن الموقف أشد من أن نفكر في إسعاف لعبة قد تكون صاحبتها أشد حاجة للإسعاف.
ركبنا في سيارتهم لينقلونا إلى أقرب مستشفى والذي وصلناه بعد ساعتين ونصف تقريبا .. وبعد الفحوصات ..كان العجب حقيقة .. ولله الحمد .. لا كسور ولانزف .. ولا أضرار سوى جروح سطحية لا تكاد تذكر ..
حتى انني أذكر استغراب الرجال الذين أسعفونا حيث أنهم كانوا يتوقعون ان يجدوا في السيارة جثثا هامدة من هول الموقف وشدته.
& آحبتي &
... مواجهة الموت ...
مواجهة لايحبها الكثيرون
غير أنني يوم ان حدثت معي أصبحت بالنسبة لي أسعد ذكرى في حياتي ففيها ...
عرفت فداحة أن تنتهي حياة الإنسان ولم يصل لحقيقة الحياة ولذة العبادة وروعة الإرتباط بالمعبود الخالق الأوحد
الذي بيده تقليب الأمور وتدويرها.
الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافي كرمه
لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين
.................................................. ........
... مواجهة الموت ...
مواجهة لايحبها الكثيرون
غير أنني يوم ان حدثت معي أصبحت بالنسبة لي أسعد ذكرى في حياتي ففيها ...
عرفت فداحة أن تنتهي حياة الإنسان ولم يصل لحقيقة الحياة ولذة العبادة وروعة الإرتباط بالمعبود الخالق الأوحد
الذي بيده تقليب الأمور وتدويرها.
الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافي كرمه
لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين
.................................................. ........